هل سبق أن شعرت أن شريك حياتك الحدي يمر بتقلبات حادة في المزاج أو يجد صعوبة في الحفاظ على استقرار العلاقة؟ إذا كان الأمر كذلك فقد تكون الشخصية الحدية عاملًا مؤثرًا في حياتكم الزوجية، فاضطراب الشخصية الحدية (BPD) هو حالة نفسية معقدة يمكن أن تشكل تحديًا كبيرًا في العلاقات الزوجية. في هذا المقال سنسلط الضوء على تأثير الشخصية الحدية والزواج وكيف يمكن التعامل معها بطريقة صحية تعزز التفاهم والاستقرار.
ما هو اضطراب الشخصية الحدية؟
اضطراب الشخصية الحدية (Borderline Personality Disorder) هو اضطراب نفسي يتسم بتقلبات حادة في المزاج وصعوبة في تنظيم المشاعر وشعور دائم بعدم الاستقرار العاطفي، حيث يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من خوف مستمر من الهجر مما يدفعهم إلى سلوكيات اندفاعية أو انفعالات شديدة مع الآخرين خاصة الأزواج.
أبرز أعراض الشخصية الحدية تشمل:
- تقلبات مزاجية شديدة.
- صعوبة في الثقة بالآخرين.
- مشاعر غضب مفرطة وغير مبررة.
- علاقات متوترة وغير مستقرة.
- نمط من التفكير بالأبيض والأسود (إما مثالية أو رفض كامل).
وننوه إلى أن هذه الأعراض للفهم فقط وليس للتشخيص، فالتشخيص مهمة المختص وحده.
تأثير الشخصية الحدية على العلاقات الزوجية
من تأثيرات الشخصية الحدية على العلاقة الزوجية ما يلي:
التوتر العاطفي المستمر:
المصاب بالشخصية الحدية يواجه صعوبة في التعامل مع مشاعره مما قد يؤدي إلى تفاقم النزاعات الزوجية، فالشريك قد يشعر بالتعب والإرهاق نتيجة محاولاته المستمرة لتقديم الدعم أو فهم السلوكيات المتقلبة.
الخوف من الهجر:
الخوف المفرط من الهجر أو التخلي يدفع الشخص المصاب إلى سلوكيات مبالغ فيها مثل التعلق الزائد بالشريك أو الغضب الشديد في حال شعر بالإهمال، وهذه الديناميكية قد تسبب ضغوطًا كبيرة في العلاقة.
الصعوبة في بناء الثقة:
الأشخاص الذين يعانون من الشخصية الحدية يجدون صعوبة في الثقة بالآخرين مما يجعل الشريك يشعر بأنه دائمًا تحت المراقبة أو أنه مطالب بإثبات ولائه باستمرار.
السلوكيات الاندفاعية:
السلوكيات الاندفاعية مثل الإنفاق المفرط أو الإفراط في تناول الطعام أو حتى الإيذاء الذاتي قد تؤثر على استقرار الحياة الزوجية وتجعل العلاقة صعبة.
كيفية التعامل مع الشخصية الحدية في الزواج
إذا كان شريكك يعاني من الشخصية الحدية، كيف يمكنك التعامل معه؟ إليك أبرز الطرق:
الفهم والتوعية:
أول خطوة للتعامل مع اضطراب الشخصية الحدية في الزواج هي فهم طبيعة هذا الاضطراب، ويُنصح للشريك غير المصاب بقراءة المزيد عن الشخصية الحدية والتحدث مع متخصصين لفهم التحديات التي يواجهها شريكه.
العلاج النفسي:
العلاج النفسي وخاصة العلاج الجدلي السلوكي (DBT) يُعتبر الأكثر فعالية لاضطراب الشخصية الحدية، وهذا النوع من العلاج يساعد الشخص المصاب على تنظيم مشاعره، وتحسين تواصله مع الآخرين، والتعامل مع التوتر بطرق صحية.
وضع حدود صحية:
الزواج الصحي يتطلب حدودًا واضحة تُحترم من الطرفين، ويمكن أن يساعد وضع هذه الحدود على تقليل النزاعات والحفاظ على استقرار العلاقة.
الصبر والدعم العاطفي:
الشريك المصاب بالشخصية الحدية يحتاج إلى بيئة داعمة لكن ذلك لا يعني تحمل السلوكيات الضارة، ومن المهم تقديم الدعم بلطف وحزم في الوقت نفسه.
المشاركة في العلاج:
يمكن للعلاج الزوجي أن يكون خيارًا مفيدًا حيث يساعد كلا الشريكين على تحسين التواصل وحل المشكلات بطريقة بنّاءة.
كيف يمكن لمستشفى موافي للصحة النفسية وعلاج الإدمان المساعدة؟
في مستشفى موافي للصحة النفسية وعلاج الإدمان نقدم برامج علاجية متخصصة للأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية وأسرهم، وخدماتنا تشمل:
- تشخيص دقيق من خلال فريق من الأطباء والمعالجين النفسيين الإكلينيكيين ذوي الخبرة.
- علاج نفسي فردي باستخدام العلاج الجدلي السلوكي (DBT) وأحدث العلاجات النفسية.
- دعم عائلي من خلال جلسات استشارية للأزواج لتعزيز الفهم والتفاهم بين الشريكين.
- توفر موافي بيئة آمنة وداعمة وخالية من الأحكام لمساعدة العملاء على التعافي.
نصائح للزواج الصحي مع الشخصية الحدية
إليك بعض النصائح التي تساعدك في المحافظة على زواج صحي في حال كان شريكك حدي:
- لا تأخذ الأمور بشكل شخصي: السلوكيات الحادة ليست دائمًا موجهة ضدك كشريك بل هي نتيجة الاضطراب نفسه.
- كن مرنًا وصبورًا: التحسن يحتاج إلى وقت والدعم المستمر يساعد شريكك على تحقيق الاستقرار.
- اعتنِ بنفسك: من المهم ألا تهمل صحتك النفسية أثناء تقديم الدعم لشريكك.
الشخصية الحدية والزواج يمكن أن يكونا تحديًا لكن مع الدعم المناسب والتفهم يمكن بناء علاقة صحية ومستقرة، فالزواج الناجح مع شخص يعاني من اضطراب الشخصية الحدية يتطلب الصبر والتواصل الفعّال والتدخل العلاجي عند الحاجة، وإذا كنت أنت أو شريكك بحاجة إلى دعم متخصص فإن مستشفى موافي للصحة النفسية وعلاج الإدمان في مصر هو المكان المثالي لتلقي المساعدة.
وتذكر أن علاقتك الزوجية من أهم دعائم صحتك النفسية وتستحق أن تولي لها اهتماماً.
اعداد المقال : إسراء علي عبدالحكيم، باحثة دكتوراة في العلاج النفسي، وماجستير في علم النفس الاكلينيكي والإيجابي، ومعالج نفسي اكلينيكي