العصبية والصوت العالي هما من أكثر المشكلات النفسية شيوعًا التي تؤثر على العلاقات الشخصية والصحة النفسية، وقد يكون الغضب المتكرر والتحدث بصوت مرتفع رد فعل على ضغوط الحياة لكنه يمكن أن يسبب مشكلات جسدية وعاطفية تؤثر على جودة الحياة.
في هذا المقال سنستعرض علاج العصبيه والصوت العالي وأسبابهم وتأثيرهما على الصحة النفسية وأفضل الطرق لعلاج هذه المشكلات بطريقة فعالة ومستدامة.
ما هي أسباب العصبية والصوت العالي؟
لفهم كيفية علاج العصبية والصوت العالي من الضروري التعرف على الأسباب التي تؤدي إلى هذه السلوكيات، ونذكر منها:
- الضغوط اليومية: مثل التوتر الناتج عن العمل والمشاكل العائلية أو الأزمات المالية، ذلك قد يدفع الشخص إلى التصرف بعصبية والصراخ كوسيلة للتنفيس.
- نقص مهارات التحكم بالغضب: بعض الأشخاص لا يمتلكون المهارات اللازمة لإدارة مشاعر الغضب مما يؤدي إلى انفجار عاطفي يُترجم إلى صوت مرتفع وسلوك عدائي.
- العوامل النفسية: فالاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة من أكثر الحالات النفسية التي تسبب العصبية والانفعال السريع.
- العوامل البيولوجية: اختلالات كيميائية في الدماغ مثل نقص السيروتونين قد تُسبب ارتفاع مستويات التوتر والغضب.
- التجارب السابقة: الأشخاص الذين تعرضوا لمواقف صعبة في طفولتهم مثل الإهمال أو الإساءة قد يجدون أنفسهم أكثر عرضة للتصرف بعصبية في مرحلة البلوغ.
تأثير العصبية والصوت العالي على الصحة النفسية والجسدية
العصبية المتكررة والصوت العالي لهما تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والجسدية، نذكر منها :
على المستوى النفسي:
- يؤدي إلى زيادة مشاعر التوتر والقلق.
- يؤثر سلبًا على العلاقات الاجتماعية مما قد يُسبب الوحدة أو العزلة.
- يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق.
على المستوى الجسدي:
- يرفع مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) في الجسم مما يؤثر على القلب والجهاز العصبي.
- قد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي واضطرابات النوم.
- يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم.
طرق فعالة لـ علاج العصبيه والصوت العالي
هناك بعض الطرق التي نستطيع بها التعامل مع العصبية والصوت العالي نذكر منها:
- التعرف على مسببات الغضب:
أول خطوة في علاج العصبية هي تحديد الأسباب التي تُثير الغضب والانفعال، ويُمكنك التعرف على تلك المسببات من خلال تدوين المشاعر والمواقف التي تُشعرك بالتوتر لتجنبها أو التعامل معها بشكل أكثر هدوءًا.
- تقنيات التنفس العميق:
عندما تشعر بأن الغضب يزداد حدة، خذ نفسًا عميقًا ببطء وعد حتى 10 قبل أي رد فعل، هذا يُساعد على تهدئة الجهاز العصبي واستعادة السيطرة على المشاعر.
- ممارسة التأمل واليقظة الذهنية:
التأمل يساعد على تهدئة العقل وتقليل التوتر، خصص من 10 إلى 15 دقيقة يوميًا للتأمل أو تمارين اليقظة الذهنية التي تُساعدك على البقاء في الحاضر دون التركيز على الضغوط.
- العلاج النفسي:
العلاجات النفسية مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT) الذي يساعد في تغيير أنماط التفكير السلبية التي تُساهم في العصبية، إلى جانب جلسات الإرشاد النفسي التي يمكن أن تكون مفيدة لفهم جذور المشكلة وكيفية التعامل معها، وغيرهما من العلاجات النفسية الفعالة في تهدئة العصبية والصوت العالي.
- ممارسة التمارين الرياضية:
النشاط البدني يُساعد على التخلص من التوتر ويحسن المزاج، اختر أنشطة رياضية مثل المشي السريع أو الجري، فهذا يساعدك على أن تكون أكثر هدوءاً.
- التواصل الإيجابي:
تعلم مهارات الحوار الفعّال مثل الاستماع للآخرين والتعبير عن مشاعرك بوضوح دون صراخ أو انفعال.
- تغيير نمط الحياة:
احرص على النوم الكافي لتحسّن مزاجك وتقلل من التوتر، واتبع نظامًا غذائيًا صحيًا يحتوي على أطعمة تُعزز من صحة الدماغ مثل الأسماك والمكسرات والخضروات الورقية، وتجنب الكافيين والسكريات المفرطة لأنها قد تزيد من التوتر.
- طلب الدعم من العائلة والأصدقاء:
وجود شبكة دعم قوية من الأشخاص المقربين يمكن أن يُخفف من الضغط النفسي ويساعدك على التعامل مع مشاعر الغضب بشكل صحي.
كيفية التعامل مع الشخص العصبي ذو الصوت العالي
إذا كنت تتعامل مع شخص يعاني من العصبية والصوت العالي ليك بعض النصائح التي يمكنك بها التعامل معه:
- الحفاظ على الهدوء: تجنب الرد بنفس الطريقة ولا تأخذ الأمور بشكل شخصي.
- التعاطف: حاول فهم ما يُثير غضبه بدلاً من التركيز فقط على طريقة تعبيره.
- اقتراح الحلول: ساعده على التفكير في طرق بديلة للتعامل مع الضغوط.
- تشجيعه على العلاج: إذا كانت العصبية تؤثر على حياته يمكن أن يكون العلاج النفسي خطوة مفيدة له.
دور عيادات موافي للطب النفسي في علاج العصبية والصوت العالي
عيادات موافي تُقدم برامج علاجية شاملة لمشاكل العصبية والصوت العالي، تشمل هذه البرامج:
- جلسات علاج فردية: تُساعد العميل على فهم أسباب غضبه وتعلم تقنيات جديدة لإدارة مشاعره.
- العلاج الجماعي: يتيح فرصة للعميل للتواصل مع آخرين يمرون بتجارب مشابهة.
- العلاج الدوائي: في بعض الحالات الشديدة قد يُوصي الطبيب بأدوية تُساعد على تقليل التوتر أو تحسين المزاج.
العصبية والصوت العالي يمكن أن يكونا استجابتين طبيعيتين للضغوط لكن عندما يصبحان سلوكًا متكررًا يؤثر على جودة الحياة يجب البحث عن طرق فعالة للعلاج من خلال تغيير نمط الحياة وممارسة بعض من تقنيات العلاج النفسي وطلب المساعدة المتخصصة يمكن استعادة الهدوء النفسي والتواصل مع الآخرين بشكل أفضل.
تذكر أن التحكم بالعصبية ليس مستحيلاً وإنما يحتاج فقط إلى وعي وصبر ودعم مستمر.
اعداد المقال : إسراء علي عبدالحكيم، ماجستير في علم النفس الاكلينيكي والإيجابي ومعالج نفسي اكلينيكي