هل يمكن إجبار شخص على التعافي من الإدمان؟ وهل هذا الخيار هو السبيل الأمثل لاستعادة حياته من براثن الإدمان؟ هذه الأسئلة قد تتبادر إلى أذهان الكثيرين خاصةً عندما يتعلق الأمر بشخص عزيز يعاني من الإدمان ويرفض تلقي العلاج، فالإدمان ليس مجرد عادة سيئة يمكن التخلص منها بالإرادة فقط بل هو اضطراب نفسي معقد يتطلب تفهّمًا عميقًا ودعمًا متخصصًا، ولكن هل يمكن أن يكون “علاج المدمن بالقوه” حلاً فعالًا؟ أم أنه قد يسبب أضرارًا تفوق فوائده؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال.
الإدمان: فهم أعمق للأزمة
الإدمان هو اضطراب يؤثر على الدماغ والسلوك حيث يصبح الفرد معتمدًا بشكل مفرط على مادة معينة (مثل المخدرات أو الكحول) أو سلوك معين (مثل القمار)، وتتداخل العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية في تكوين الإدمان مما يجعله أكثر تعقيدًا، وبالتالي فإن العلاج لا يقتصر فقط على التوقف عن التعاطي بل يشمل أيضًا معالجة الأسباب الجذرية التي دفعت الشخص إلى الإدمان في المقام الأول.
علاج المدمن بالقوه: بين الضرورة والرفض
علاج المدمن بالقوه يعني إجبار الشخص على دخول برنامج علاجي دون رغبته أو موافقته، وهذه الطريقة تثير جدلاً واسعًا إذ يرى البعض أنها قد تكون الخيار الأخير لإنقاذ حياة المدمن بينما يعتبرها آخرون تعديًا على حقوقه وحريته الشخصية.
متى يكون علاج المدمن بالقوه ضروريًا؟
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن الآن، متى يكون العلاج بالقوة ضرورياً؟ يكون ضرورياً في الحالات التالية:
- حالات الخطر الشديد: عندما يُظهر المدمن سلوكيات تعرض حياته أو حياة الآخرين للخطر.
- الرفض المتكرر للعلاج: عندما يرفض المدمن تلقي المساعدة رغم تأثير الإدمان المدمر على حياته.
- الأمراض العقلية المصاحبة: في حال كان الإدمان مرتبطًا باضطرابات نفسية تجعل الشخص غير قادر على اتخاذ قرارات صائبة.
التحديات المرتبطة بالعلاج القسري
قد تواجهك بعض التحديات في علاج المدمن بالقوة، منها:
- المقاومة النفسية: قد يشعر المدمن بالاستياء والغضب مما يجعله أقل التزامًا بخطة العلاج.
- فقدان الثقة: يمكن أن يؤدي إجبار الشخص على العلاج إلى فقدانه الثقة في عائلته أو الفريق العلاجي.
- الانتكاسة المحتملة: إذا لم يكن لدى المدمن دافع داخلي للتعافي فقد يعود إلى الإدمان فور انتهاء العلاج.
البدائل العلاجية: بناء الجسور بدلًا من الهدم
بدلًا من التركيز على العلاج القسري يمكن اتخاذ خطوات لدعم المدمن وتشجيعه على العلاج بشكل طوعي، ويمكنك فعل ذلك من خلال:
العلاج التحفيزي (Motivational Interviewing): وهو نهج يركز على تعزيز دافع المدمن للتغيير من خلال الاستماع الفعّال وإظهار التفهّم لمشاعره.
التدخل الأسري: قد يساعد تدخل الأسرة أو الأصدقاء المقربين في إقناع المدمن بقبول العلاج خاصةً عندما يشعر بالدعم والحب بدلاً من التهديد.
البرامج العلاجية الشاملة: توفير برامج علاجية تُركّز على الجوانب النفسية والاجتماعية والبيولوجية للإدمان مما يجعل المدمن يشعر بأن العلاج ليس عقابًا بل فرصة لاستعادة حياته.
ما الذي تقدمه مستشفى موافي للصحة النفسية وعلاج الإدمان فيما يخص علاج المدمن؟
في مستشفى موافي نؤمن بأن التعافي رحلة تحتاج إلى دعم متخصص وشامل، ونحن نقدم:
- إحضار المدمنيين الرافضين للعلاج بشكل قانوني، ومن ثم إقناعهم من خلال بعض التقنيات العلاجية بالاستمرار في العلاج.
- برامج علاجية فردية وجماعية مصممة لتلبية احتياجات كل عميل بشكل فريد ومميز يتناسب مع احتياجاته.
- علاج نفسي متخصص يساعد في معالجة الأسباب النفسية للإدمان.
- رعاية طبية متكاملة للتعامل مع الأعراض الجسدية والنفسية الناتجة عن الإدمان.
- معرفة جذور الإدمان وأسبابه ومعالجتها.
- تنمية المهارات التي يفتقر إليها العميل والتي أوقعته في براثن الإدمان.
- برامج متابعة مجانية مستمرة لضمان استقرار التعافي والوقاية من الانتكاسة.
هل العلاج القسري هو الحل؟
الإجابة ليست بسيطة، في بعض الحالات قد يكون العلاج القسري خطوة ضرورية لحماية حياة المدمن ولكنه لا يجب أن يكون الخيار الأول، والتركيز على بناء الثقة وتعزيز الدافع وتوفير بيئة داعمة للعلاج غالبًا ما يكون أكثر فعالية في تحقيق التعافي طويل الأمد.
إذا كنت أو أحد أحبائك يواجه تحديات مع الإدمان لا تتردد في التواصل مع مستشفى موافي للصحة النفسية وعلاج الإدمان… نحن هنا لدعمك خطوة بخطوة في رحلتك نحو التعافي. للتواصل معنا
مستشفى موافي… لأن الحياة تستحق فرصة جديدة.
اعداد المقال : إسراء علي عبدالحكيم، باحثة دكتوراة في العلاج النفسي، وماجستير في علم النفس الاكلينيكي والإيجابي، ومعالج نفسي اكلينيكي