هل تفقد أعصابك بسرعة ولأسباب بسيطة؟ قد تشعر أحيانًا أن الانفعال السريع يُسيطر على حياتك فيؤثر على علاقاتك الشخصية ويُسبب لك التوتر والندم لاحقًا، فالانفعال السريع ليس مجرد “طبع حاد” بل قد يكون إشارة إلى أسباب نفسية أو جسدية أعمق تحتاج إلى فهم وعلاج. في هذا المقال سنتعرف على أسباب الانفعال السريع ونقدم لك نصائح عملية للتحكم فيه واستعادة هدوئك الداخلي.
هل تعاني من الانفعال السريع والتوتر الزائد؟ عيادات موافي للطب النفسي تقدم لك أفضل الحلول العلاجية بإشراف نخبة من الأطباء المتخصصين. استعد حياتك بهدوء وثقة! احجز الآن لتحصل على استشارة متخصصة
ما هو الانفعال السريع؟
الانفعال السريع هو استجابة عاطفية شديدة قد تحدث نتيجة مواقف يومية عادية ويتميز بزيادة التوتر والغضب بشكل سريع وغير متناسب مع الحدث، وأحيانًا قد يبدو الانفعال السريع خارجًا عن السيطرة مما يترك أثرًا سلبيًا على حياتك اليومية وعلاقاتك مع من حولك.
أسباب الانفعال السريع
هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى الانفعال السريع والتي تتنوع بين الجسدية والنفسية والاجتماعية.
- الأسباب النفسية، منها:
- القلق والتوتر: عندما تعيش تحت ضغط مستمر يصبح عقلك وجسدك في حالة استنفار دائم مما يجعلك أكثر عرضة للانفعال.
- الاكتئاب: الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب قد يجدون صعوبة في التحكم في مشاعرهم مما يؤدي إلى الانفعال السريع.
- اضطرابات نفسية أخرى: مثل اضطراب الشخصية الحدية أو اضطراب ما بعد الصدمة، حيث تكون الانفعالات غير مستقرة وشديدة.
- الأسباب الجسدية:
- اختلال الهرمونات: التغيرات في مستويات الهرمونات مثل زيادة الكورتيزول أو اختلال هرمونات الغدة الدرقية يمكن أن تزيد من التهيج والانفعال.
- الإرهاق وقلة النوم: نقص النوم يؤثر على قدرة الدماغ على معالجة المشاعر مما يجعلك أكثر عرضة للانفعال.
- الأمراض المزمنة: مثل الألم المستمر أو الأمراض التي تؤثر على الجهاز العصبي.
- الأسباب الاجتماعية والبيئية:
- الضغوط العائلية أو المهنية: العمل تحت الضغوط المستمرة أو المشاكل الأسرية يمكن أن تُساهم في الشعور بالتوتر والانفعال.
- الضغوط المالية: القلق بشأن المال يمكن أن يؤدي إلى التوتر والانفعال السريع.
- التعرض للبيئة السلبية: التعامل مع أشخاص أو مواقف تسبب لك الشعور بالإحباط أو الاستفزاز.
كيف يمكن التحكم في الانفعال السريع؟
لحسن الحظ هناك استراتيجيات فعالة يمكنك اتباعها لتقليل الانفعال السريع والتحكم في ردود فعلك، إليك هذه الاستراتيجيات:
- التعرف على المحفزات:
حاول أن تحدد المواقف أو الأشخاص الذين يثيرون انفعالك، بمجرد تحديد هذه المحفزات يمكنك الاستعداد نفسيًا لتجنب الانفعال المفرط.
- تطبيق تقنيات الاسترخاء:
مارس تمارين التنفس العميق؛ استنشق ببطء من أنفك لمدة 4 ثوانٍ، احبس النفس لمدة 4 ثوانٍ، ثم أخرج الزفير ببطء، هذه التقنية تساعدك على تقليل التوتر وتحسين قدرتك على التحكم في انفعالاتك.
- تحسين أنماط الحياة:
- احرص على النوم الكافي من 7 إلى 9 ساعات يوميًا، هذا يساعد على تحسين حالتك المزاجية.
- اتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا يحتوي على الأطعمة الغنية بالمغذيات التي تدعم صحة الدماغ.
- مارس التمارين الرياضية بانتظام فهي تعزز إفراز الإندورفين الذي يُحسن المزاج.
- تحسين مهارات التواصل:
- تعلم كيف تُعبر عن مشاعرك بهدوء ووضوح دون اللجوء إلى الغضب.
- حاول أن تستمع للآخرين بدلًا من التسرع في الرد.
- اطلب المساعدة المتخصصة:
إذا كنت تجد صعوبة في التحكم في انفعالاتك فإن التحدث إلى مختص نفسي قد يكون الخطوة الأنسب، فبعض العلاجات النفسية مثل العلاج المعرفي السلوكي (CBT) والعلاج الجدلي السلوكي (DBT) أدوات فعالة للتعامل مع الانفعالات والتحكم بها.
كيف يمكن أن يساعدك مستشفى موافي للصحة النفسية؟
في مستشفى موافي للصحة النفسية نقدم برامج علاجية شاملة للتعامل مع التحديات النفسية مثل الانفعال السريع، ففريقنا من الأطباء والمعالجين النفسيين الإكلينيكيين يعمل على تقديم خطة علاج مميزة تناسب احتياجاتك بما يشمل:
- تقييم شامل لتحديد الأسباب النفسية والجسدية للانفعال.
- جلسات علاج نفسي فردي وجماعي.
- تعلم مهارات واستراتيجيات لتحسين إدارة التوتر وتعزيز الصحة النفسية.
نصائح للأهل في مساعدة أحبائهم للتحكم في الانفعال السريع
دعم العائلة يلعب دورًا حاسمًا في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الانفعال السريع، فإذا كنت ترغب في تقديم المساعدة بطريقة إيجابية وفعالة لأحد أفراد العائلة، إليك بعض النصائح العملية:
استمع دون إصدار الأحكام:
حاول أن تكون مستمعًا جيدًا وأظهر اهتمامًا بما يشعر به الشخص دون توجيه انتقادات أو لوم، أحيانًا يكون مجرد وجودك ودعمك كافيًا لتخفيف التوتر والانفعال لديهم.
كن هادئًا أثناء النقاشات:
إذا بدأ الشخص في الانفعال لا ترد بنفس الطريقة، بدلًا من ذلك حافظ على هدوئك لتجنب تصعيد الموقف، واستخدم عبارات مهدئة مثل: “دعنا نتحدث بهدوء.”
شجعهم على طلب المساعدة المتخصصة:
إذا شعرت أن الانفعال السريع يخرج عن السيطرة ويؤثر على حياتهم اليومية شجعهم على زيارة مختص نفسي، يمكنك مساعدتهم في حجز موعد أو اصطحابهم إلى الجلسات العلاجية.
قدم الدعم بدلًا من التوجيه:
بدلًا من تقديم نصائح أو أوامر مباشرة حاول أن تقول: “كيف يمكنني مساعدتك في هذا الموقف؟”، وقدم اقتراحات للمساعدة مثل ممارسة تمارين الاسترخاء أو الذهاب للمشي معًا.
تفهم التغيرات المزاجية التي يمر بها:
قد تكون أسباب انفعالهم خارجة عن إرادتهم مثل الضغوط النفسية أو المشاكل الصحية، حاول ان تظهر تعاطفك بأن تقول: “أعلم أن الأمر ليس سهلًا عليك، لكننا معًا وانا هنا لأساندك.”
تجنب المواقف التي تثير الانفعال:
إذا كنت تعرف أن هناك موضوعات معينة تسبب التوتر والانفعال حاول تأجيل النقاش حولها حتى يكون الشخص في حالة أكثر استقرارًا.
شاركهم في أنشطة مهدئة:
اقترح أنشطة تساعد على تهدئة الأعصاب مثل ممارسة الرياضة أو ممارسة تمارين الاسترخاء أو حتى قضاء وقت ممتع مع العائلة بعيدًا عن الضغوط.
وتذكر أن تقديم الدعم لشخص يعاني من الانفعال السريع يتطلب الكثير من الصبر والهدوء، ومجرد تواجدك بجانبه كداعم ومتفهم يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في حياته، وإذا كنت بحاجة إلى توجيه إضافي حول كيفية تقديم الدعم فمستشفى موافي للصحة النفسية يوفر برامج للعلاج الأسري لتقوية الروابط الأسرية ومساعدة الجميع على العيش في بيئة أكثر هدوءًا وتوازنًا.
كن قائدًا لانفعالاتك
الانفعال السريع ليس حكمًا نهائيًا على شخصيتك، وبفهم الأسباب وتطبيق تقنيات التحكم في المشاعر يمكنك استعادة السيطرة على حياتك وتحسين علاقاتك، ابدأ الآن بخطوة صغيرة نحو الهدوء والاستقرار، وإذا كنت بحاجة إلى دعم متخصص فإن مستشفى موافي هنا لمساعدتك في كل خطوة.
هل أنت مستعد للبدء في رحلتك نحو حياة أكثر هدوءًا وسعادة؟
اعداد المقال : إسراء علي عبدالحكيم، باحثة دكتوراة في العلاج النفسي، وماجستير في علم النفس الاكلينيكي والإيجابي، ومعالج نفسي اكلينيكي