العصبية الزائدة قد تكون رد فعل طبيعي في مواجهة التحديات اليومية لكنها قد تصبح مشكلة تؤثر على العلاقات والصحة النفسية والجسدية إذا لم يتم التحكم فيها، وفي عالم اليوم حيث تتزايد الضغوط الاجتماعية والاقتصادية يعاني الكثيرون من العصبية والتوتر مما يجعل السؤال “كيف اهدي نفسي من العصبية؟” يتردد كثيرًا.
في هذا المقال سنقدم حلولًا عملية مدعومة بأسس علم النفس والطب النفسي لمساعدتك على تهدئة نفسك والتعامل مع العصبية بشكل صحي.
ما هي العصبية وما أسبابها؟
العصبية هي استجابة نفسية وجسدية للتوتر أو الضغط حيث يُظهر الشخص انفعالًا شديدًا أو غضبًا في مواقف قد لا تستدعي رد الفعل الشديد هذا، ولفهم كيفية تهدئة النفس من العصبية يجب التعرف على أسبابها النفسية والجسدية والاجتماعية:
الأسباب النفسية للعصبية:
- التوتر والضغوط اليومية.
- القلق المستمر أو الخوف من الفشل.
- الاكتئاب أو اضطرابات المزاج.
الأسباب الجسدية للعصبية:
- الإرهاق وقلة النوم.
- مشكلات صحية مثل اضطرابات الغدة الدرقية.
- نقص بعض العناصر الغذائية مثل فيتامين ب12 أو المغنيسيوم.
الأسباب البيئية والاجتماعية للعصبية:
- التوقعات المجتمعية العالية.
- مشاكل في العلاقات الشخصية أو العمل.
- مواجهة مواقف مفاجئة أو غير متوقعة.
كيف اهدي نفسي من العصبية؟ نصائح عملية وفعّالة
بعد التعرف على الأسباب إذاً كيف نهدئ من العصبية؟
التنفس العميق وتقنيات الاسترخاء:
عند الشعور بالعصبية يتسارع التنفس ويرتفع معدل ضربات القلب، لذا فالتنفس العميق يُحفز الجهاز العصبي السمبثاوي مما يساعد على تهدئة الجسم، خذ شهيقًا عميقًا من الأنف لمدة 4 ثوانٍ، احبس أنفاسك لـ 7 ثوانٍ، ثم أخرج الزفير ببطء من الفم لمدة 8 ثوانٍ، ومن ثم كرر هذه العملية حتى تشعر بالهدوء.
ممارسة التأمل واليقظة الذهنية (Mindfulness):
تُساعد تقنيات اليقظة الذهنية على توجيه تركيزك إلى اللحظة الحالية بدلًا من التفكير في المواقف المسببة للعصبية، ولممارستها اتبع التالي: اجلس في مكان هادئ، ركز على تنفسك أو الأصوات المحيطة، اسمح لأي أفكار مزعجة بالمرور دون التركيز عليها.
تحليل الموقف وتحديد المحفزات:
العصبية غالبًا ما تكون رد فعل لموقف معين، لذا فإن تحليل الموقف يساعدك على تحديد المحفزات وتجنبها مستقبلًا.، اسأل نفسك: ما الذي أثار عصبيتي؟ هل يمكنني التعامل مع هذا الموقف بطريقة مختلفة؟
التمارين الرياضية لتحرير الطاقة السلبية:
تُساعد الرياضة على إطلاق الإندورفين وهو هرمون طبيعي يُحسن المزاج ويخفف التوت، وأفضل الأنشطة التي من الممكن ان تهدئ العصبية: المشي السريع والجري وممارسة اليوغا أو التمارين الخفيفة.
التحكم في ردود الأفعال:
تعلمك كيفية تأجيل الردود في لحظات الغضب يُساعدك على التفكير بوضوح واتخاذ قرارات أفضل، ويمكنك فعل ذلك من خلال: عد حتى 10 قبل الرد على أي موقف يثيرك، وانسحب من الموقف إذا شعرت بأنك ستفقد السيطرة.
تحسين نمط الحياة:
نمط الحياة الصحي يُقلل من مستويات التوتر ويُحسن استجابتك للمواقف الصعبة، ويمكنك اتباع النصائح العملية التالية لتحسين نمط حياتك:
- احرص على النوم لمدة 7-8 ساعات يوميًا.
- تناول أطعمة غنية بالمغنيسيوم والبوتاسيوم مثل المكسرات والموز.
- قلل من الكافيين والسكريات التي تزيد من التوتر.
اطلب الدعم النفسي من متخصص:
التحدث مع مختص نفسي يساعدك على فهم جذور المشكلة وتعلم استراتيجيات فعّالة للتحكم في العصبية.
دور المستشفيات النفسية في علاج العصبية
تقدم المستشفيات النفسية برامج علاجية متخصصة للتعامل مع العصبية الزائدة، ومستشفى موافي للطب النفسي تقدم البرامج التالية:
- العلاج النفسي:
تقدم المستشفى سواءً لعملائها الموجودين داخل المستشفى أو في عيادتها الخارجية برامج علاجية مثل العلاج المعرفي السلوكي والجدلي السلوكي وغيرها، حيث تُساعد هذه العلاجات على تغيير أنماط التفكير السلبية التي تؤدي إلى العصبية.
- جلسات العلاج الجماعي:
تُوفر موافي بيئة آمنة لتبادل التجارب والتعلم من الآخرين الذين يواجهون مشكلات مشابهة.
- الأدوية المهدئة:
في الحالات الشديدة قد يصف الأطباء أدوية لتقليل القلق وتحسين المزاج، والتي تستخدمها تحت إشراف طبي دقيق من الفريق المختص في المستشفى.
- التثقيف النفسي:
تعليم المرضى وأسرهم عن كيفية التعامل مع العصبية بطرق صحية ومستدامة.
العصبية عند الرجال مقابل النساء: هل هناك فرق؟
تشير الدراسات إلى أن الرجال قد يعبرون عن التوتر بالغضب والعصبية بينما تميل النساء إلى التعبير عن القلق أو الحزن، وهذا يعني أن الرجال قد يحتاجون إلى استراتيجيات مختلفة للتعامل مع العصبية تشمل الأنشطة البدنية لتفريغ التوتر، والتركيز على بناء مهارات التحكم في ردود الأفعال.
إذا كنت تتساءل “كيف اهدي نفسي من العصبية؟” فالخطوة الأولى تبدأ بالوعي بالمشكلة والعمل على إيجاد حلول فعّالة للتعامل معها، ومن خلال تقنيات مثل التنفس العميق وتحسين نمط حياتك يمكنك تقليل تأثير العصبية على حياتك، ولا تتردد في طلب المساعدة من مختصين نفسيين إذا استمرت المشكلة لتتلقى الدعم اللازم لاستعادة التوازن والهدوء النفسي.
التغيير يبدأ بخطوة واحدة… ابدأ الآن وكن أنت مصدر التغيير الإيجابي في حياتك.
اعداد المقال : إسراء علي عبدالحكيم، ماجستير في علم النفس الاكلينيكي والإيجابي ومعالج نفسي اكلينيكي