هل سبق لك أن تعاملت مع شخص سريع الغضب وينفعل لأتفه الأسباب وربما يرفع صوته أو يتصرف بعدوانية في بعض المواقف؟ قد تتساءل: “هل الشخص العصبي مريض نفسي؟” وهل العصبية مجرد طبع أم علامة على اضطراب نفسي يحتاج إلى علاج؟
العصبية في حد ذاتها ليست مرضًا نفسيًا لكنها قد تكون عرضًا لمشكلة أعمق إذا كانت زائدة عن الحد وتؤثر على حياة الشخص وعلاقاته.
في هذا المقال سنوضح الفرق بين العصبية الطبيعية والاضطرابات النفسية المرتبطة بها، ومتى تحتاج إلى استشارة مختص نفسي.
ما هي العصبية؟
العصبية هي استجابة طبيعية للمواقف الضاغطة أو المزعجة، حيث يشعر الشخص بالغضب أو الانفعال نتيجة مؤثرات داخلية أو خارجية، فالجميع يشعر بالعصبية من وقت لآخر، ولكن عندما تصبح العصبية شديدة ومتكررة وغير مبررة فقد تكون مؤشرًا على اضطراب نفسي أو مشكلة تستدعي الانتباه.
هل العصبية مرض نفسي؟
العصبية كصفة شخصية:
بعض الأشخاص لديهم طبيعة انفعالية تجعلهم أكثر عرضة للغضب بسرعة لكن هذا لا يعني أنهم يعانون من اضطراب نفسي، يمكن أن تكون العصبية نتيجة:
- الضغوط الحياتية مثل المشاكل المالية أو العائلية.
- التوتر والقلق الناتج عن العمل أو العلاقات الاجتماعية.
- نقص النوم أو سوء التغذية الذي يؤثر على الحالة المزاجية.
- عادات مكتسبة منذ الطفولة بسبب التربية الصارمة أو البيئات المشحونة بالغضب.
العصبية كعرض لاضطراب نفسي:
في بعض الحالات قد تكون العصبية جزءًا من اضطراب نفسي أكثر تعقيدًا مثل:
- اضطراب القلق العام حيث يشعر الشخص بتوتر دائم ويصبح سريع الغضب بسبب القلق المستمر.
- الاكتئاب بعض المصابين بالاكتئاب يعبرون عن مشاعرهم بالغضب والانفعال بدلاً من الحزن.
- اضطراب الشخصية الحدية يتميز هذا الاضطراب بتقلبات مزاجية حادة وسلوكيات انفعالية شديدة.
- اضطراب ثنائي القطب: في نوبات الهوس قد يصبح الشخص شديد الانفعال والعصبية.
- اضطراب التحكم في الانفعالات: مثل اضطراب الانفجار المتقطع حيث يفقد الشخص السيطرة على غضبه بشكل متكرر.
إذا كانت العصبية مفرطة ومستمرة وتؤثر على العلاقات أو تسبب مشكلات في الحياة اليومية فقد يكون من الضروري طلب استشارة نفسية.
الفرق بين العصبية الطبيعية والمرضية
العصبية الطبيعية العصبية المرتبطة باضطراب نفسي
تحدث في مواقف محددة مثل الزحام أو الضغط تحدث بدون سبب واضح أو بسبب أمور بسيطة
تستطيع التحكم في نفسك بعد فترة قصيرة تستمر العصبية لفترات طويلة دون مبرر
لا تؤثر بشكل كبير على العلاقات الاجتماعية تؤدي إلى مشاكل في العمل والعلاقات العائلية
يمكن إدارتها من خلال أساليب تهدئة النفس تحتاج إلى تدخل نفسي أو طبي في بعض الحالات
كيف يمكن التحكم في العصبية قبل أن تصبح مشكلة؟
إذا كنت تعاني من العصبية الزائدة يمكنك اتباع بعض الاستراتيجيات لتقليلها وتحسين تفاعلك مع الضغوط اليومية، إليك أبرز هذه الاستراتيجيات:
ممارسة تمارين الاسترخاء: التنفس العميق يمكن أن يهدئ الجهاز العصبي ويقلل من التوتر.
التفكير قبل الرد: عندما تشعر بالغضب حاول التوقف لعدة ثوانٍ قبل الرد مما يمنحك وقتًا للسيطرة على انفعالك.
تحديد المحفزات وتجنبها: راقب المواقف التي تجعلك تشعر بالغضب وحاول تقليل التعرض لها أو التعامل معها بطرق أكثر هدوءًا.
حسن نمط حياتك: فالحصول على قسط كافٍ من النوم يحسن المزاج العامد ايضاً تناول وجبات غذائية متوازنة يقلل من التقلبات المزاجية، وممارسة الرياضة بانتظام تساعد في تخفيف التوتر والقلق.
التواصل بوضوح: بدلًا من الانفعال جرب التعبير عن مشاعرك بهدوء باستخدام عبارات مثل “أنا أشعر بالإحباط عندما يحدث كذا…” بدلاً من الصراخ أو الانفعال المفاجئ.
استشارة مختص نفسي عند الحاجة: إذا كانت العصبية تخرج عن السيطرة وتسبب لك مشكلات في الحياة اليومية فقد يكون من المفيد التحدث إلى معالجك النفسي للحصول على نصائح وعلاج مناسب.
متى يجب عليك طلب المساعدة الطبية؟
إذا لاحظت أنك أو أحد المقربين يعاني من:
- نوبات غضب متكررة دون سبب واضح.
- تأثير العصبية على العلاقات الاجتماعية أو العمل.
- فقدان السيطرة على النفس عند الغضب.
- شعور دائم بالتوتر والانفعال.
- اندفاعات عدوانية قد تؤدي إلى إيذاء النفس أو الآخرين.
فإن استشارة معالج نفسي قد تكون خطوة مهمة لفهم المشكلة ومعالجتها بشكل صحيح.
إذن هل الشخص العصبي مريض نفسي؟ الإجابة تعتمد على مدى تأثير العصبية على حياة الشخص، فالعصبية في حد ذاتها ليست اضطرابًا نفسيًا لكنها قد تكون عرضًا لمشكلة نفسية أعمق إذا كانت مفرطة وغير مبررة.
إذا كنت تعاني من العصبية الزائدة أو تشعر بأنها تؤثر على حياتك وعلاقاتك لا تتردد في طلب المساعدة، في مستشفى موافي للصحة النفسية نحن هنا لدعمك ومساعدتك على تحقيق التوازن النفسي والتعامل مع مشاعرك بطريقة صحية.
اعداد المقال : إسراء علي عبدالحكيم، باحثة دكتوراة في العلاج النفسي، وماجستير في علم النفس الاكلينيكي والإيجابي، ومعالج نفسي اكلينيكي