قد يكون الإدمان واحدًا من أصعب التحديات التي يواجهها الإنسان سواء على المستوى الشخصي أو العائلي، وعندما يقرر شخص ما أو أحد أفراد أسرته طلب علاج المدمن تكون هذه الخطوة بمثابة بداية أمل نحو حياة جديدة خالية من الإدمان، ولكن السؤال الأهم: كيف يمكن البدء برحلة التعافي؟ وما الخطوات التي يجب اتباعها لضمان علاج فعّال ومستدام؟ في هذا المقال نستعرض أهم المراحل التي يجب اتباعها عند طلب علاج مدمن، مع تسليط الضوء على خطوات فعالة لبدء رحلة التعافي ليحظى المدمن بحياة جديدة وصحية.
ما هو الإدمان؟
الإدمان هو حالة مزمنة تؤثر على الدماغ والسلوك حيث يصبح الشخص معتمدًا على مادة معينة (مثل المخدرات أو الكحول) أو سلوك معين (مثل المقامرة)، وهذا الاعتماد يتسبب في أضرار صحية ونفسية واجتماعية، وتشمل أعراض الإدمان ما يلي:
- فقدان السيطرة على استخدام المادة أو السلوك.
- الانشغال الدائم بالمخدر أو النشاط المدمن عليه.
- الاستمرار في التعاطي رغم العواقب السلبية.
- ظهور أعراض انسحابية عند محاولة التوقف.
طلب علاج مدمن: متى تبدأ؟
الخطوة الأولى نحو التعافي تبدأ بالاعتراف بالمشكلة، فإذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك يعاني من الإدمان فإن إدراك الحاجة إلى المساعدة يعد أول وأهم خطوة.
ومن العلامات التي تدل على ضرورة طلب العلاج:
- تدهور الحالة الصحية والنفسية.
- مشاكل في العلاقات الأسرية أو العملية.
- زيادة الحاجة إلى الكمية المعتادة من المادة المخدرة.
- ظهور أعراض انسحابية عند محاولة التوقف عن التعاطي.
خطوات طلب علاج مدمن
إليك أبرز الخطوات لطلب العلاج:
الاعتراف بالمشكلة: قد يكون الاعتراف بالإدمان خطوة صعبة لكنها أساسية، فالإدمان ليس علامة ضعف بل هو مرض يتطلب علاجًا متخصصًا.
البحث عن الدعم: الدعم العائلي والاجتماعي يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز رغبة المدمن في التعافي، إلى جانب التواصل مع مستشفيات ومراكز متخصصة في علاج الإدمان الذي يعد هو الخطوة العملية الأولى.
اختيار المركز العلاجي المناسب: اختيار مركز علاج متخصص يضمن توفير بيئة آمنة وداعمة للعلاج.
إجراء تقييم شامل:
عند طلب العلاج يخضع المدمن لتقييم طبي ونفسي شامل لتحديد مستوى الإدمان، والحالة الصحية العامة، والعوامل النفسية والاجتماعية المرتبطة بالإدمان.
البدء في برنامج العلاج:
برنامج علاج الإدمان يشمل:
- إزالة السموم (Detoxification): وهي المرحلة الأولى التي تهدف إلى التخلص من المادة المخدرة تحت إشراف طبي.
- العلاج النفسي: ويشمل جلسات فردية وجماعية لمساعدة المدمن على فهم أسباب الإدمان وتطوير آليات مواجهة جديدة.
- إعادة التأهيل والتأهيل المجتمعي: والذي يهدف إلى إعادة دمج المدمن في المجتمع.
المتابعة المستمرة:
بعد الانتهاء من برنامج العلاج يُنصح بالاستمرار في المتابعة لضمان استقرار التعافي ومنع الانتكاسة.
كيف يدعم مستشفى موافي للصحة النفسية وعلاج الإدمان رحلة التعافي؟
تقدم مستشفى موافي العديد من الخدمات التي تضمن رحلة تعافي تجمع بين الرفاهية والعلاج، وأبرز ما تقدمه:
برامج علاجية متكاملة: يوفر مستشفى موافي برامج علاجية شاملة مصممة خصيصًا لكل عميل، وتشمل هذه البرامج العلاج الطبي والنفسي والسلوكي والتأهيلي.
فريق طبي متخصص: يضم المستشفى فريقًا من الأطباء والمعالجين النفسيين الإكلينيكيين المتخصصين في علاج الإدمان باستخدام أحدث الأساليب المعتمدة عالميًا.
بيئة علاجية آمنة: يوفر المستشفى بيئة خالية من المحفزات التي قد تعيق التعافي مما يضمن التركيز الكامل على العلاج.
دعم عائلي: يتم تقديم جلسات استشارية للعائلات لمساعدتهم على فهم دورهم في دعم المدمن خلال رحلته العلاجية.
الدمج بين العلاج والرفاهية: تدمج موافي بين العلاج النفسي الاحترافي والرفاهية لتشعر بأن رحلة تعافيك هي رحلة استجمام.
المتابعة: تقدم موافي متابعة مجانية بعد انتهاء البرنامج العلاجي لضمان عدم التعرض لانتكاسة.
أهمية طلب علاج مدمن مبكرًا
الإدمان لا يؤثر فقط على المدمن بل يمتد تأثيره إلى الأسرة والمجتمع ككل، وطلب العلاج مبكرًا يساعد على:
- تقليل الأضرار الصحية والنفسية طويلة الأمد.
- تحسين العلاقات الاجتماعية والأسرية.
- استعادة السيطرة على الحياة وتحقيق التوازن النفسي.
التحديات التي قد تواجهك وكيفية التغلب عليها
عند طلبك للعلاج من الإدمان قد تواجهك بعض التحديات، هذه أبرزها مع كيفية التغلب عليها:
الخوف من الوصمة الاجتماعية: الإدمان مرض كأي مرض آخر ولا يجب أن تكون الوصمة الاجتماعية عائقًا أمام طلب المساعدة وبدء حياة جديدة أكثر صحة واستقراراً وسعادة.
الانتكاسة: قد تحدث انتكاسات أثناء رحلة التعافي لكنها ليست نهاية الطريق، والمتابعة المستمرة والدعم المناسب يمكن أن يساعدا على تجاوز هذه التحديات.
طلب علاج مدمن هو الخطوة الأولى نحو حياة جديدة مليئة بالأمل والاستقرار، فالإدمان ليس نهاية الطريق بل بداية فرصة للتغيير والتعافي، فإذا كنت أنت أو أحد أحبائك بحاجة إلى المساعدة فإن مستشفى موافي للصحة النفسية وعلاج الإدمان يقدم لك الرعاية والدعم الذي تحتاجه لبدء هذه الرحلة.
لا تتردد فالحياة تستحق فرصة أخرى.
اعداد المقال : إسراء علي عبدالحكيم، باحثة دكتوراة في العلاج النفسي، وماجستير في علم النفس الاكلينيكي والإيجابي، ومعالج نفسي اكلينيكي