العصبية المفرطة هي واحدة من المشاعر التي قد يعاني منها العديد من الأشخاص دون معرفة السبب الحقيقي وراءها، وهذا الإحساس المفاجئ بالتوتر أو الغضب قد يكون مزعجاً خاصة عندما لا يستطيع الشخص تحديد سبب العصبية بدون سبب او بشكل واضح، لذا من المهم فهم العوامل التي تؤدي إلى هذه الحالة لأنها قد تكون مؤشراً على مشاكل نفسية أو بيولوجية أعمق.
“تخلص من العصبية وتحكم في انفعالاتك مع عيادات موافي للطب النفسي، حيث نقدم لك أفضل الأساليب العلاجية لمساعدتك على تحقيق الهدوء النفسي والتوازن العاطفي. احجز موعدك الآن!”
ما هي العصبية بدون سبب؟
العصبية بدون سبب تُعرف بأنها شعور بالتوتر أو القلق أو الغضب دون وجود محفز واضح، قد يشعر الشخص بتغيرات جسدية مثل تسارع ضربات القلب أو التعرق أو التوتر العضلي بالإضافة إلى مشاعر القلق أو الانزعاج الداخلي.
أسباب العصبية التي تعتقد أنها بدون سبب:
- العوامل والأسباب النفسية:
- القلق والتوتر المزمن: أحياناً تكون العصبية علامة على وجود قلق، فالقلق المزمن بدوره يجعل الجهاز العصبي في حالة تأهب دائم مما يؤدي إلى ظهور نوبات من العصبية حتى بدون مواقف تستدعي ذلك.
- الاكتئاب: الاكتئاب قد يظهر بأشكال متعددة منها العصبية المفاجئة غير المبررة، ويعاني الأشخاص المكتئبون من تقلبات مزاجية تجعلهم أكثر عرضة للشعور بالغضب والانزعاج.
- الصدمات النفسية السابقة: الأحداث الصادمة مثل فقدان شخص عزيز أو التعرض للإساءة النفسية قد تترك أثراً طويلاً يؤدي إلى العصبية المفاجئة التي لا تجد لها سبباً، فالجهاز العصبي يظل في حالة استجابة مستمرة لأي تهديد محتمل.
- ضعف مهارات إدارة المشاعر: بعض الأشخاص يواجهون صعوبة في إدارة مشاعرهم نتيجة قلة مهارات إدارة التوتر والضغط النفسي أو عدم تعلم طرق صحية للتعبير عن الغضب.
- العوامل والأسباب البيولوجية:
- اختلالات الهرمونات: مثل زيادة الكورتيزول، والكورتيزول هو هرمون الإجهاد الذي يرتفع في حالات التوتر، وارتفاع مستواه بشكل مستمر قد يسبب العصبية المفرطة. ايضاً التغيرات الهرمونية لدى النساء تسبب العصبية فالتقلبات في مستويات الإستروجين والبروجسترون خاصة خلال الدورة الشهرية أو فترة انقطاع الطمث قد تسبب نوبات من العصبية.
- نقص الفيتامينات والمعادن: نقص بعض العناصر الغذائية مثل المغنيسيوم أو فيتامين ب قد يؤثر على الجهاز العصبي مما يجعل الشخص أكثر عرضة للعصبية.
- اضطرابات النوم: قلة النوم تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية مما يؤدي إلى زيادة الشعور بالتوتر والعصبية دون سبب واضح.
- الأمراض المزمنة: بعض الأمراض مثل مشاكل الغدة الدرقية أو اضطرابات الجهاز العصبي يمكن أن تسبب عصبية مفرطة كنتيجة مباشرة لتأثيرها على التوازن الداخلي للجسم.
- العوامل والأسباب البيئية والاجتماعية:
- الضغوط اليومية: حتى إن لم يكن هناك سبب مباشر للعصبية فإن الضغوط اليومية المتراكمة قد تؤدي إلى شعور دائم بالتوتر ومن ثم العصبية.
- العيش في محيط سلبي: الأشخاص الذين يعيشون في بيئات مليئة بالتوتر أو الصراعات الاجتماعية يكونون أكثر عرضة للشعور بالعصبية.
علامات العصبية بدون سبب:
قد تكون العصبية بدون سبب مصحوبة بعدة أعراض تشمل:
- زيادة التهيج والغضب لأبسط الأمور.
- شعور دائم بالتوتر الداخلي.
- تسارع في ضربات القلب أو صعوبة في التنفس.
- انخفاض القدرة على التركيز.
- سلوك اندفاعي أو عدواني.
كيف يمكن التعامل مع العصبية بدون سبب؟
على الرغم من أن تعرضك للعصبية التي تعتقد أنها بدون سبب قد يجعلك لا تعرف كيف تتعامل معها، الا ان هناك بعض التقنيات التي تساعدك في ذلك:
- فهم ذاتك وتحليل مشاعرك: حاول التعرف على المحفزات التي سببت لك العصبية، فكر في الظروف أو الأحداث التي تسبق نوبات العصبية قد تكتشف محفزات خفية. ايضاً دون مشاعرك؛ فكتابة ما تشعر به يومياً قد يساعدك على تحديد الأنماط المرتبطة بالعصبية.
- حسن نمط حياتك: مارس الرياضة؛ فهي تعزز إفراز الإندورفين الهرمون الذي يساعد على تحسين المزاج وتقليل التوتر. ايضاً تناول غذاء متوازن؛ فتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل الخضروات الورقية والمكسرات والأسماك قد يساهم في تحسين صحة الجهاز العصبي. ولا تنسى النوم الجيد؛ حاول الحصول على 7-8 ساعات من النوم يومياً لتعزز استقرارك النفسي.
- تقنيات الاسترخاء: منها التأمل (Meditation) الذي يساعد على تهدئة العقل وتقليل التوتر، وايضاً التنفس العميق يمكن أن يكون مفيداً خلال لحظات التوتر الشديد.
- اطلب المساعدة المتخصصة: إذا كانت العصبية تؤثر على حياتك اليومية أو علاقاتك، فقد يكون من الأفضل التحدث إلى مختص نفسي لتحديد الأسباب ووضع خطة علاجية.
- الأدوية (إذا لزم الأمر): في بعض الحالات قد يصف الطبيب أدوية مضادة للقلق أو الاكتئاب إذا كانت العصبية نتيجة لحالة نفسية تستدعي العلاج الدوائي.
العصبية بدون سبب في العلاقات والحياة اليومية
العصبية غير المبررة قد تؤثر على العلاقات الاجتماعية والمهنية حيث يشعر الآخرون بأن الشخص غير متزن عاطفياً ويمكن أن ينفجر غاضباً في أي وقت، وهذا قد يؤدي ذلك إلى سوء الفهم أو خلق توترات إضافية، لذلك من المهم السيطرة على هذه المشاعر وحُسن إدارتها لتجنب التأثيرات السلبية.
العصبية بدون سبب قد تكون مؤشراً على خلل نفسي أو بيولوجي أو حتى اجتماعي لذا فإن فهم الاسباب التي تعتقد انها بدون سبب هو الخطوة الأولى نحو التعامل معها بفعالية.
وإذا كنت تعاني من هذه الحالة بشكل متكرر فإن تحسين نمط حياتك وطلب المساعدة من مختصي الصحة النفسية يمكن أن يكونا مفيدين في استعادة التوازن العاطفي وتحقيق حياة أكثر استقراراً.
اعداد المقال : إسراء علي عبدالحكيم، باحثة دكتوراة، ماجستير في علم النفس الاكلينيكي والإيجابي ومعالج نفسي اكلينيكي
This was a really helpful read, appreciate it.