هل شعرت يومًا بالقلق حيال شخص مقرب يتغير سلوكه وشخصيته بسبب شرب الكحول؟ أو ربما لاحظت أن تناول الكحول يؤثر عليك بطريقة لم تكن تتوقعها؟ تُعد الكحوليات من المواد التي تحمل تأثيرًا قويًا ليس فقط على الصحة الجسدية بل أيضًا على الصحة النفسية و شخصية مدمن الكحول بشكل عام.
مستشفى موافي للطب النفسي وعلاج الإدمان تساعدك على التخلص من إدمان الكحول بأساليب علاجية متطورة وبرنامج تأهيل شامل لاستعادة حياتك من جديد , تواصل معنا الان
في هذا المقال سنناقش كيف يمكن للكحول أن يغير شخصية الفرد ولماذا يُعد فهم هذه التأثيرات خطوة أساسية في رحلة العلاج.
كيف تؤثر الكحوليات على الشخصية؟
يتفق علماء النفس والطب النفسي على أن الكحول يؤثر بشكل كبير على الدماغ الذي هو المركز الرئيسي المسؤول عن تنظيم السلوك والمشاعر، وعند تناول الكحول يحدث اضطراب في عمل الناقلات العصبية مما يؤدي إلى تغييرات واضحة في المزاج والسلوك، وهذه التغييرات تشمل:
- زيادة العدوانية: الكحول يقلل من قدرة الدماغ على التحكم في الغضب مما يجعل مدمني الكحول أكثر عرضة للتصرف بعدوانية أو اتخاذ قرارات غير مدروسة.
- اضطرابات في العلاقات الاجتماعية: مع مرور الوقت تؤثر الكحوليات على مهارات التواصل مما يؤدي إلى نزاعات مستمرة مع العائلة والأصدقاء.
- تذبذب الحالة المزاجية: يشعر مدمن الكحول أحيانًا بالسعادة والنشوة لكن هذا الشعور سرعان ما يتحول إلى كآبة وقلق بعد انتهاء تأثير الكحول.
شخصية مدمن الكحول: ملامح نفسية وسلوكية
قد يُظهر مدمن الكحول سمات شخصية وسلوكية تجعل من السهل التعرف على تعاطيه له، ومن أبرز هذه السمات:
الإنكار والمراوغة: غالبًا ما ينكر مدمن الكحول أنه يعاني من مشكلة حقيقية مع الشرب ويجد مبررات لسلوكه.
الاندفاعية: يتخذ قرارات سريعة دون التفكير في العواقب سواء في العمل أو العلاقات.
الاعتماد النفسي: يصبح الكحول وسيلة رئيسية للهروب من الضغوط النفسية اليومية أو المشاكل العاطفية.
ضعف الثقة بالنفس: على الرغم من أن الكحول يمنح شعورًا مؤقتًا بالراحة إلا أنه يترك أثرًا عميقًا على شعور الفرد بقيمته الذاتية.
ما وراء الكحول: الأسباب النفسية للإدمان
لا يبدأ الإدمان على الكحول من فراغ؛ بل يكون غالبًا نتيجة تراكم عدة عوامل نفسية واجتماعية مثل:
- التعرض للضغوط النفسية كالتوتر الناتج عن مشاكل الحياة اليومية أو ضغوط العمل.
- التأثير العائلي، فوجود مدمنين في العائلة يزيد من احتمال تطور الإدمان.
- الاضطرابات النفسية كالاكتئاب والقلق، حيث يستخدم البعض الكحول كوسيلة للهروب من هذه المشاعر المؤلمة.
العلاج: أمل جديد لمدمني الكحول
مهما كان الإدمان يبدو معقدًا وصعبًا إلا أن الأمل موجود دائمًا؛ ويعتمد علاج مدمن الكحول على فهمه العميق لشخصيته وتأثير الكحول عليه، وفي مستشفى موافي للصحة النفسية وعلاج الإدمان نساعدك على فِعل ذلك من خلال تقديم برامج متكاملة تشمل:
- العلاج النفسي الفردي الذي يساعد المدمن على فهم أسباب الإدمان وتعديل الأفكار والسلوكيات السلبية المرتبطة بالإدمان والعمل على تحسين قدراته في مواجهة الضغوط وتعلم مهارات جديدة لتحسين جودة الحياة.
- الدعم الجماعي: يُمكن المدمن من مشاركة تجربته مع آخرين مروا بنفس الموقف مما يعزز شعوره بالانتماء.
- العلاج الطبي: للتعامل مع أعراض الانسحاب والمضاعفات الصحية الناتجة عن الكحول، وتقليل الألم إلى أقل درجة.
لماذا يجب أن تبدأ رحلة العلاج الآن؟
قد يبدو اتخاذ قرار العلاج مخيفًا لكن كل يوم يمر دون اتخاذ خطوة يُزيد من سيطرة الكحول على حياتك، تذكر أن التغيير يبدأ من داخلك وأن طلب المساعدة هو أول وأهم خطوة نحو التعافي، وفي مستشفى موافي نؤمن بأن كل شخص يستحق فرصة جديدة لحياة أفضل؛ دعنا نكون جزءًا من رحلتك للتخلص من الإدمان وبناء مستقبل أكثر إشراقًا لك ولأحبائك.
إذا كنت أنت أو أحد أحبائك يعاني من الإدمان على الكحول فلا تتردد في التواصل معنا للحصول على المساعدة… نحن هنا لدعمك في كل خطوة.
اعداد المقال : إسراء علي عبدالحكيم، باحثة دكتوراة في العلاج النفسي، وماجستير في علم النفس الاكلينيكي والإيجابي، ومعالج نفسي اكلينيكي