هل يمكن أن تكون أول جرعة من الشبو هي الأخيرة؟
تخيل أن هناك مادةً يمكن أن تدمر جسدك وعقلك بسرعة مخيفة وتجعل حياتك على المحك من أول مرة تستخدمها! هذه ليست مبالغة بل حقيقة صادمة عن مخدر الشبو أو ما يُعرف بـ “الميثامفيتامين الكريستالي“، هذا المخدر القاتل لا يمنح متعاطيه فرصةً للتراجع بل يسلبه صحته وعقله قبل أن يكتشف أنه أصبح مدمنًا عليه.
لكن السؤال المخيف الذي يراود الكثيرين هو: متى يموت متعاطي الشبو؟ وما هي المخاطر الصحية التي تجعله من أخطر أنواع المخدرات؟ في هذا المقال سنكشف لك الحقيقة الكاملة عن تأثير الشبو على الجسم والعوامل التي قد تؤدي إلى الوفاة وكيفية التخلص من هذا الإدمان القاتل.
ما هو الشبو؟ ولماذا يعد خطيرًا؟
الشبو هو الاسم الشائع لمادة الميثامفيتامين الكريستالي (Crystal Meth) وهو منبه قوي للجهاز العصبي المركزي، ويتم تعاطيه عادةً عن طريق التدخين أو الحقن أو الاستنشاق ويؤدي إلى ارتفاع شديد في مستوى الدوبامين في الدماغ مما يسبب شعورًا بالنشوة والطاقة الزائدة.
لكن الجانب المظلم لهذا المخدر يكمن في سرعة الإدمان عليه وتأثيراته المدمرة على الدماغ والجسد حيث يمكن أن تؤدي الجرعات العالية إلى انهيار وظائف الجسم والوفاة المفاجئة.
متى يموت متعاطي الشبو؟ المخاطر القاتلة لهذا المخدر
الجرعة الزائدة والموت المفاجئ:
يعد تناول جرعة زائدة من الشبو من أسرع الطرق المؤدية إلى الوفاة، حيث يؤدي إلى:
- ارتفاع خطير في درجة حرارة الجسم (Hyperthermia) مما قد يسبب فشلًا في الأعضاء الحيوية.
- زيادة معدل ضربات القلب بشكل غير طبيعي مما قد يؤدي إلى سكتة قلبية.
- نزيف دماغي مفاجئ بسبب ارتفاع ضغط الدم الحاد.
تدمير الجهاز العصبي والدماغ:
يؤدي تعاطي الشبو لفترات طويلة إلى تلف دائم في خلايا الدماغ مما يسبب:
- فقدان القدرة على التحكم في المشاعر والسلوكيات.
- الإصابة بالذهان والهلاوس مما يجعل المتعاطي يتصرف بعنف وقد يعرض نفسه للخطر.
- زيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية مما قد يؤدي إلى الوفاة أو الإعاقة الدائمة.
اضطرابات القلب والدورة الدموية:
يؤثر الشبو بشكل مدمر على القلب والأوعية الدموية حيث يزيد من خطر:
- النوبات القلبية المفاجئة حتى في الشباب.
- ارتفاع ضغط الدم المزمن مما قد يؤدي إلى تمزق الشرايين.
- فشل القلب الاحتقاني بسبب الضغط المستمر على عضلة القلب.
تدهور الصحة الجسدية العامة:
متعاطو الشبو يعانون من مشكلات صحية خطيرة تؤدي إلى تدهور سريع في حالتهم الجسدية مثل:
- فقدان الوزن الشديد بسبب فقدان الشهية والجفاف الحاد.
- ضعف الجهاز المناعي مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى والأمراض القاتلة.
- تلف الكلى والكبد بسبب السموم المتراكمة في الجسم.
السلوكيات الخطرة والانتحار:
يؤدي الشبو إلى حالة من الهياج والعنف الشديد مما يجعل المتعاطي مُعرضًا للحوادث القاتلة، إلى جانب أن الاكتئاب الحاد الناتج عن تعاطي الشبو قد يدفع الشخص إلى الانتحار بسبب الشعور باليأس والهلوسات المستمرة.
كيف يمكن إنقاذ متعاطي الشبو؟
التدخل العلاجي الفوري:
إذا كنت تعرف شخصًا يتعاطى الشبو فلا تنتظر حتى يفقد حياته! يجب أن يتلقى العلاج في أسرع وقت ممكن في مركز متخصص في علاج الإدمان مثل مستشفى موافي للصحة النفسية وعلاج الإدمان حيث يتم توفير:
- علاج أعراض الانسحاب بطريقة طبية آمنة وبأقل درجة من الألم.
- إعادة التأهيل النفسي والسلوكي لمساعدته على التخلص من الإدمان.
- برامج الدعم الأسري والتأهيل الاجتماعي لمنع الانتكاس.
- مجموعة متنوعة من العلاجات النفسية المعتمدة عالمياً والتي يتم دمجها وتطبيقها على حسب حالة العميل واحتياجاته.
الدعم النفسي والأسري:
يحتاج متعاطو الشبو إلى دعم قوي من العائلة والأصدقاء حيث إن العزلة تزيد من خطر العودة إلى التعاطي. من المهم تقديم الدعم العاطفي وتشجيعه على الالتزام بالعلاج والتعافي.
التوعية بمخاطر الشبو:
من الضروري نشر الوعي حول خطورة هذا المخدر القاتل بين الشباب خصوصاً والمجتمع ككل لتجنب الوقوع في فخه منذ البداية.
لا تعطي الشبو فرصة لإنهاء حياتك!
مخدر الشبو ليس مجرد مادة تسبب الإدمان بل هو قاتل صامت يدمر حياة متعاطيه بسرعة مذهلة، فكل جرعة قد تكون الأخيرة وكل مرة تستخدمه تقترب أكثر من النهاية، فإذا كنت أو أحد معارفك يعاني من إدمان الشبو فلا تتردد في طلب المساعدة، ونحن هنا في مستشفى موافي للصحة النفسية وعلاج الإدمان نوفر لك العلاج المتخصص والدعم اللازم للخروج من دوامة الإدمان واستعادة حياتك من جديد.
لا تنتظر حتى يفوت الأوان… اتخذ قرار العلاج اليوم قبل أن يصبح الغد غير مضمون.
اعداد المقال : إسراء علي عبدالحكيم، باحثة دكتوراة في العلاج النفسي، وماجستير في علم النفس الاكلينيكي والإيجابي، ومعالج نفسي اكلينيكي