يعد إدمان الحشيش مشكلة خطيرة تؤثر على الأفراد وعائلاتهم، وغالبًا ما تبدأ بتعاطٍ عرضي يتطور تدريجيًا ليصبح سيطرة كاملة على حياة المتعاطي. إذا كنت تشك في أن شخصًا قريبًا منك يعاني من هذا الادمان، فإن فهم الأعراض وطرق التعامل أمر بالغ الأهمية سنرح لك صفات مدمن الحشيش
ما هي صفات مدمن الحشيش؟
تتعدد صفات مدمن الحشيش، وتظهر بشكل تدريجي تؤثر على جوانب مختلفة من حياته:
- التغيرات السلوكية: يميل المدمن إلى العزلة والانسحاب الاجتماعي، قد يصبح كسولًا ويفتقر إلى الدافعية لإنجاز المهام. يظهر عليه اللامبالاة تجاه مسؤولياته الشخصية والمهنية. قد يصبح عصبيًا أو سريع الانفعال بشكل غير مبرر، وقد يلجأ إلى الكذب وإخفاء تعاطيه.
- التغيرات الجسدية: تظهر على مدمن الحشيش علامات مثل احمرار العينين، اتساع حدقة العين (في بعض الحالات)، جفاف الفم، وزيادة الشهية بشكل ملحوظ بعد التعاطي. قد يعاني من كحة مزمنة ومشكلات في الجهاز التنفسي بسبب استنشاق الدخان. يبدو عليه الإرهاق الدائم والخمول.
- التغيرات المعرفية والنفسية: يواجه صعوبة في التركيز، وضعف في الذاكرة قصيرة المدى. قد يصبح مشوش الذهن، وتقل قدرته على اتخاذ القرارات السليمة. يمكن أن يصاب مدمن الحشيش بالبارانويا (جنون الارتياب) أو القلق أو حتى أعراض ذهانية في حالات التعاطي المكثف.
ما سبب إدمان الحشيش؟
ادمان الحشيش غالبًا ما يكون نتيجة تفاعل معقد بين عدة عوامل :
- العوامل النفسية: استخدام الحشيش كوسيلة للتعامل مع التوتر، القلق، الاكتئاب، أو الهروب من المشكلات النفسية أو العاطفية.
- العوامل الاجتماعية: ضغط الأهل، سهولة التوفر، وجود أصدقاء أو بيئة محيطة تشجع على التعاطي.
- العوامل الوراثية والبيولوجية: قد يكون هناك استعداد وراثي للإدمان، حيث تؤثر بعض الجينات على استجابة الدماغ للمواد المخدرة.
- التعرض المبكر: البدء في تعاطي الحشيش في سن مبكرة يزيد من خطر الادمان.
وغالبا ما تبدأ صفات مدمن الحشيش في الظهور بشكل تدريجي
كيف يفكر مدمن الحشيش؟
تتأثر طريقة تفكير مدمن الحشيش بشكل كبير بالمواد المخدرة، مما يؤدي إلى ظهور مجموعة من صفات مدمن الحشيش السلبية، أبرزها:
- تشويه الواقع: يميل المدمن إلى التقليل من خطورة تعاطيه، وتبرير سلوكه، أو إنكار وجود مشكلة أساسًا. قد يقتنع بأن الحشيش يساعده على الإبداع أو الاسترخاء أو التركيز.
- التفكير القهري: يصبح تفكيره مركزاً حول الحصول على المادة وتعاطيها، وخططه اليومية تدور حول جرعة التعاطي التالية.
- الإنكار: يرفض مواجهة حقيقة إدمانه، ويلقي اللوم على الظروف أو الآخرين.
- صعوبة التخطيط للمستقبل: تصبح أهدافه قصيرة المدى، ويفتقر إلى الرؤية المستقبلية أو القدرة على وضع خطط طويلة الأجل.
كيفية التعامل مع مدمن الحشيش؟
التعامل مع مدمن الحشيش يتطلب صبرًا، تفهمًا، واستراتيجية واضحة:
- الاقتراب بتعاطف لا حكم: تجنب اللوم أو الانتقاد المباشر الذي قد يدفع المدمن للعزلة. عبّر عن قلقك وحبك له.
- التعبير عن المخاوف بوضوح وهدوء: ركز على سلوكياته المحددة وكيف أثرت عليك وعلى العائلة، وليس على شخصه.
- التشجيع على طلب المساعدة المتخصصة: هذه هي أهم خطوة. وضح له أن الإدمان مرض يمكن علاجه، وأنك ستكون داعمًا له.
- وضع حدود واضحة: عدم تمكينه من الاستمرار في التعاطي (مثل عدم توفير المال، أو حمايته من عواقب أفعاله).
- طلب الدعم لنفسك: فالعائلات تتأثر بشدة لإدمان أحد أفرادها. الاستشارة الأسرية قد تكون مفيدة.
ما هي أعراض إدمان الحشيش النفسية والجسدية؟
تظهر أعراض إدمان الحشيش بشكل واضح مع استمرار التعاطي:
-
الأعراض النفسية:
- القلق والتوتر، وربما نوبات هلع.
- البارانويا (جنون الارتياب) أو الشك في الآخرين.
- الاكتئاب وتقلبات مزاجية حادة.
- متلازمة فقدان الدافعية (amotivational syndrome) التي تتميز باللامبالاة والكسل.
- أعراض ذهانية (مثل الهلاوس والأوهام) في بعض الحالات، خاصة لدى من لديهم استعداد وراثي.
-
الأعراض الجسدية:
- زيادة معدل ضربات القلب.
- التهاب الشعب الهوائية المزمن والسعال المستمر.
- احمرار وجفاف العينين.
- جفاف الفم.
- ضعف التناسق الحركي وردود الفعل البطيئة.
- أعراض انسحابية عند التوقف، مثل التهيج، اضطرابات النوم، فقدان الشهية، والعرق الزائد.
هل يمكن لمتعاطي الحشيش العلاج نهائيًا؟
نعم، بكل تأكيد يمكن لمُتعاطي الحشيش التعافي بشكل نهائي وكامل. الإدمان، بما في ذلك ادمان الحشيش، يُصنف كمرض مزمن يمكن التحكم فيه وإدارته، تمامًا كغيره من الأمراض المزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم. الهدف هو الوصول إلى الامتناع الكامل عن التعاطي والعيش حياة طبيعية وصحية ومستقرة. التعافي ليس مجرد التوقف عن التعاطي، بل هو عملية شاملة لإعادة بناء الحياة، وتغيير الأنماط السلوكية، وتعلم مهارات التأقلم الصحية.
هل يمكن علاج إدمان الحشيش في المنزل؟
لا يُنصح على الإطلاق بمحاولة علاج إدمان الحشيش في المنزل. على الرغم من أن أعراض الانسحاب قد لا تكون شديدة مثل بعض أنواع المخدرات الأخرى، إلا أن:
- الحاجة للإشراف الطبي: عملية سحب السموم (الديتوكس) تتطلب إشرافًا طبيًا لتجنب المضاعفات وإدارة الأعراض الانسحابية بفاعلية.
- المخاطر النفسية: قد تظهر أعراض نفسية حادة (مثل القلق الشديد، الاكتئاب، أو حتى الذهان) خلال فترة الانسحاب، والتي تحتاج إلى تدخل طبي فوري.
- احتمالية الانتكاسة: البيئة المنزلية غالبًا ما تكون مليئة بالمحفزات، مما يزيد بشكل كبير من خطر الانتكاسة.
- غياب الدعم المتكامل: العلاج لا يقتصر على سحب السموم، بل يشمل التأهيل النفسي والسلوكي والاجتماعي، وهو ما لا يتوفر في المنزل.
العلاج في بيئة متخصصة مثل مستشفى علاج إدمان موافي يوفر الأمان، الدعم الشامل، والبرامج العلاجية المصممة لضمان التعافي.
ما هي مدة علاج إدمان الحشيش؟
تختلف مدة علاج الإدمان من شخص لآخر بناءً على عدة عوامل، منها: شدة الإدمان، مدة التعاطي، وجود أمراض نفسية أخرى مصاحبة، ومدى استجابة المريض للعلاج.
- مرحلة سحب السموم (الديتوكس): قد تستغرق من بضعة أيام إلى أسبوعين تقريبًا، وهي المرحلة التي يتم فيها تنظيف الجسم من آثار المادة المخدرة تحت إشراف طبي.
- مرحلة التأهيل والعلاج النفسي: هذه هي المرحلة الأطول والأكثر أهمية، وقد تمتد من بضعة أسابيع إلى عدة أشهر (عادة 3 إلى 6 أشهر في برامج الإقامة الكاملة أو الهاف واي)، حيث يركز العلاج على الجلسات الفردية والجماعية، العلاج السلوكي المعرفي، وبناء مهارات التأقلم.
- مرحلة الرعاية اللاحقة والمتابعة: بعد الخروج من المستشفى، تمتد هذه المرحلة لأشهر أو حتى سنوات، وتشمل جلسات متابعة دورية ومجموعات دعم لضمان عدم الانتكاسة والحفاظ على التعافي.